القديس باتريك
في السابع عشر من آذار من كل عام تحتفل آيرلندة وبقية بلدان العالم من ضمنها أمريكا وكندا بعيد القديس باتريك شفيع آيرلندة
ولد القديس باتريك في بريطانيا .. سكوتلاند في النصف الثاني من القرن الرابع عشر ويُعتقد عام 385 م، من عائلة غنية وابن لعُمدة البلدة، تم اختطافه وهو بعمر 16 عام من قبل السلتيين ( أقوام من غربي اوربا ) وبقي عبداً يرعى الاغنام في آيرلندة التي كانت حينها وثنية، تعلمَ لغتهم وتقاليدهم وبعد ست أعوام هرب وعاد الى بريطانيا بمساعدة بعض البحارين
أثناء تواجده بين اهله حلمَ بأهالي آيرلندة يُنادون له ويتوسلونهُ للعودة اليهم فقرر الدراسة في دير جنوب شرق فرنسا وتتلمذ على يد القديس الفرنسي المطران جيرمانيوس
بعد ترقيته لدرجة مطران تم ارساله كمُبشر الى آيرلندة من قبل البابا سيليستاين الأول وبقي يُبشر فيها لمدة 20 عام توفي في 17 آذار عام 461 م
ووجد فيها ملكاً وثنياً مستنيراً يدعى ليجير يجلس على عرش تارا. وعجز بتريك عن هداية هذا الملك إلى الدين المسيحي، ولكنه حصل على عهد منه بأن يكون له مطلق الحرية في التبشير بهذا الدين.
وقاومه كهنة البلاد، وعرضوا على البلاد سحرهم. وقابل بتريك عملهم هذا بأن عرض على الأهلين تعاويذ طاردي الأرواح الخبيثة، وهم طائفة من صغار الكهان جاء بهم معه ليستعينهم على طرد الشياطين.
ويحدثنا بتريك في “الاعترافات” التي كتبها حين تقدمت به السن عما تعرض له من الأخطار في عمله فيقول: إن حياته تعرضت للخطر اثنتي عشرة مرة؛ وإنه هو ورفاقه قبض عليهم في يوم من الأيام،
وظلوا في الأسر أسبوعين، وهددوا بالقتل، ولكن بعض أصدقائهم أفلحوا في إقناع من قبضوا عليهم بإطلاق سراحهم. وتقص الروايات المتواترة الصادرة عن بعض الأتقياء الصالحين من الكتاب مئات من القصص المدهشة عن معجزات بتريك. من ذلك ما قاله ننيوس Nennius من أنه “رد البصر للعمي والسمع للصم ، وطهر المجذومين، وأخرج الشياطين، وأعاد الأسرى، وأحيا تسعة من الموتى وكتب 365 كتاباً”. ولكن أغلب الظن أن أخلاق بتريك لا معجزاته هي التي هدت الأيرلنديين إلى الدين المسيحي – هدنهم ثقته التي لا تتزعزع بعقيدته، ودأبه على عمله وتحمسه له.
ولم يكن الصبر من طبعه، وكان استعداده لأن يصب اللعنات لا يقل عن استعداده لمنح البركات، على أن هذا العمل نفسه كان يصدر عن إقناع تمليه عقائده الواثق بها والتي لا يقبل فيها جدلاً.
وكان يعين القساوسة، ويشيد الكنائس، وينشئ الأديرة للرجال والنساء، ويترك حاميات روحية قوية لتقوم بحراسة فتوحه الدينية في كل مكان غزاه، وجعا الناس يظنون أن قبولهم في دولته الكهنوتية مغامرة من أسمى المغامرات وأجلها خطراً، وجمع حوله رجالاً ونساء من ذوي الشجاعة والإخلاص، يتحملون جميع الحرمان ليبشروا الناس بأن الإنسان قد نجا من الخطيئة. على أن بتريك لم يهد أيرلندة كلها، بل بقيت فيها للوثنية جيوب منعزلة، كما بقي لها شعرها، ولا تزال فيها إلى الآن آثار من الدين القديم، لكنه حين واتته منيته كان يمكن أن يقال عنه؛ ما لا أن يقال عن رجل غيره. وهو أن رجلاً واحداً قد هدى أمة بأجمعها.
هنالك أساطير كثيرة حول القديس باتريك أشهرها اسطورة طرده للثعابين من آيرلندة وهي اسطورة غير حقيقية واسطورة اخرى تقول بأنه استخدم الورقة الثلاثية الفصوص لنبات البرسيم لتوضيح الثالوث ومن الجدير بالذكر بأن الورقة الثلاثية هو أحد الرموز الوطنية في آيرلندة كما يُعتبر عيد القديس باتريك احدى العطل الوطنية
للاحتفال بيوم القديس باتريك يرتدي الناس الملابس الخضراء والقُبعات المزينة بأوراق نبات البرسيم
رُبما يعتقد جميعنا بأن بداية الكرنفالات كانت في آيرلندة والحقيقة هي العكس. لقد بدأت في الولايات المتحدة الامريكية في 17 آذار عام 1762 عندما قام الجنود البريطانيين الذين كانوا يخدمون في الجيش البريطاني بالمسيرة في شوارع مدينة نيويورك ومنذ ذلك اليوم تبنت آيرلندة وبلدان العالم هذا التقليد السنوي
المراجع :